تتميز التجربة النسوية في عالم الفن السوري المعاصر بغياب التطرف أو التأطير الذاتي على عكس أعمال الفنانين الذكور ، بل بالسعي إلى منهجية فكرية قيّمة. من المهم أيضًا ملاحظة أن تقدم المرأة في الفن التشكيلي السوري المعاصر لا يقتصر على دور المرأة. يمكننا أن نتذكر ، على سبيل المثال ، مدح نذير نبع للمرأة ، حيث لا تكاد لوحاته تحتوي على أي عنصر آخر غيرها ، ويلقي باللوم على صورتها في مشاكل كبيرة ، وقبل كل شيء المسألة العرقية والعسكرية. وبالمثل ، في أعمال منذر كام نقش ، تظهر المرأة في مشهد مهيب ، شخصية أسطورية كبيرة تسبح في السماء محاطة بالغيوم ، ونشاهد العديد من المشاهد المنزلية في لوحات تكريت ، حيث تظهر الأم والجدة كطفل. امرأة تسيطر على المشهد ، وليس عمل الفنان بأكمله وإلهامه ، حتى عندما يرسم ، الحرب تجسدها من خلال مجموعة أعمال السيدة بالأسود وجسم مدينة تدمر وسيدة ، ملاحظين استخدام تكريت لـ تشير الملابس المحافظة في بعض لوحاته إلى دلالات تتعلق بالهوية السورية بدلاً من رغبته في تصوير النساء. أما صفوان دحول ، فالمرأة تمثل العالم كله والمدن "أحلام" صفوان داحول مساحاتٍ حرّةً توسّع معنى الأنوثة لتلامس تخومَ حقولٍ بسيكولوجيّة أو فلسفيّة أو حتّى جغرافيّة، وأمثلة كثيرة لا يسعنا هنا حصرها وربما تتطلب بحثاً منفصلاً، لكننا نثمن وجودها على ساحة المشهد الفني السوري المعاصر.
تكمن أهمية هذا السياق الفني في محاولة تغيير الصور النمطية للنشاط الأنثوي من قلب العمل الفني ومن خلاله. بعبارة أخرى ، في حين أنه من الممكن إثراء الممارسة الفنية والقضايا الجمالية الفلسفية المرتبطة بها من خلال قضايا الجندر ، فإن أهداف الفنانين في الأمثلة المذكورة جوهرية وملحقة بالقضية النسوية ، وليس العكس. ومع ذلك ، على الرغم من القيمة الداعمة التي تقدمها هذه الأمثلة ، قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن خطاب جمالي نسوي فيما يتعلق بالفن السوري ، حيث أن هذا مسار في طور التكوين. من ناحية أخرى ، بينما لم نشهد العديد من المعارض أو التظاهرات المخصصة للفنانات السوريات ، مثل معرض الثورة الفردي لأتاسي في السركال عام 2018 ، فإن هذا لا يشير إلى غياب الفنانات ، حيث يظهرن في معظم المجموعات. المعارض والعديد من المعارض الفردية.
المرجع-
https://www.atassifoundation.com/ar/features/mdkhl-l-lnswy-fy-lfn-lswry-lm-sr-ldht-wljsd-br-mthl
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق